“Policing the Traffic, Beirut” – an image by grabbelaar, retrieved from Flickr, licensed under CC
صار معي حادثة صغيرة ليوم
هي صغيرة بالنّسبة لإلي بس كبيرة بالنّسبة للبلد
كنت واقف بالعجقة بطريق ضيق بفرن الشباك
وناطر متل كتير غيري حتى يتكرّم علينا الشرطي ويمشّينا
وإذ من غير علم ولا سابق إنذار
بيقرّر الشوفير القدامي يصف بنص الطريق وينزل على البنك
هلق أنا ورا و ورايي مِتَين سيارة
والشرطي قرّر بلحظتها يفتح السير
أشّرتلو بإيدي
شو؟…وقفت؟
هزّلي براسو، ومستغرب إنو عم بسألو هيك سؤال سخيف
ولا كأنو في شي غلط
ضهّرت راسي من شباك السيارة وسألتو
مش كرمال شي، بس حتى اتأكد إنو فهمتو صح
سألتو: إنو هيك وقْفِت معك؟ وبطيخ يكسّر بعضو؟
بيقرّب رامبو وجوابو تحت باطو
معفّن متل شكلو
!وبيجاوب: للأسف إيه هيك وقْفِت معي، ما هيدا البلد هيك، شو هيئتك جديد هون؟
وحط إيدو الشّمال على شباك سيارتي كأنو بيعرفني من زمان
أو كأنو حابب يتعرف
احترت…
شو مكن جاوب هيك شي قدامي
ضاع نظري وبطّلت قادر ميّز إذا كان إنسان ولّا…ما بعرف شو بدّي قول
:ما طلع مني إلا إنو هنّي، فهنّيتو كالتالي
أنا بهنّيك وبهني بلدك فيك
!فيك وبأمتالك
!بهيدا الوقت صار في أزمة سير ورايي وحدي، وفوقي وتحتي
وبطّلت سامع إلا سيمفونية الزمامير على اشكالها
كان في كم زمّور جداد عليّ، فيهن رنّة
!شو بدنا بالحكي…هيدا الفن بحد ذاتو
شرّف الشرطي بالوقت المناسب
شو يا شباب انحلت ولا شو؟
مطولين؟
ودار نظرو علي
جاوبت…تسيْسرت
!بس مش مظبوطة منّو للأستاذ
لو بتحزرو شو كان جواب الشرطي
.
.
.
“!شو مفكر حالك بالبرازيل! أو ريو دو جنيرو”
[لحظات هدوء]
.
.
.
هون أنا كعِيت
يعني عن جد كعِيت…عجزت
حسّيت حالي غلطان…وأخدني خيالي على طرقات البرازيل والكرنفال
ورجعت…
يعني صفريت من وراها
بيني وبين حالي قلت…طيب عال…على القليلة بيصوفر
للمزبوط ريتو صوفر وما حكي
قدّرت إنّو ناتف شي فرّوج مع كيلو ثوم اكسترا
وما زال في عمليّة التهضيم
أو بالأحرى، عمليّة عصر الهضم إذا صح الكلام
أيمتى رح نستوعب إنو البلد مش هيك
إنو نحن البلد ونحن اللي هيك
نحن منعملو للبلد متل ما بدنا
شو ما بيصير معنا، إن كان معنا حق أو علينا، صرنا نلوم البلد
!يا جماعة البلد جنّة بس مسكون بشياطين